كتاب التبيان في أيمان القرآن ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
العاديات بعينها، ولهذا عطفها عليها بـ "الفاء" التي للتسبيب (¬1)، فإنَّها [ز/ 27] عَدَتْ فأَوْرَتْ.
وقال قتادة: "الموريات" هي الخيلُ؛ تُورِي نارَ العداوة بين المُقْتَتِلين" (¬2).
وهذا ليس بشيء، وهو بعيدٌ من معنى الآية وسياقها.
وأضعف منه قول عكرمة: "هي الألسنةُ؛ تُورِي نارَ العداوة بِعِظَم ما تتكلَّم به" (¬3).
وأضعف منه ما ذكر عن مجاهد: "هي أفكار الرجال؛ تُورِي نارَ المكر والخديعة في الحرب" (¬4).
وهذه الأقوال إن أُريد بها أنَّ اللفظَ دلَّ عليها وأنَّها هي المراد = فَغَلَطٌ، وإن أُريد أنَّها أُخِذت من طريق الإشارة والقياس؛ فأمرها قريبٌ (¬5).
¬__________
(¬1) في (ز) و (ن) و (ط): للسبب.
(¬2) أخرجه: ابن جرير في "جامع البيان" (12/ 668).
(¬3) أخرجه: ابن جرير في "جامع البيان" (12/ 668).
(¬4) أخرجه: ابن جرير في "جامع البيان" (12/ 668).
وعزاه السيوطي إلى: عبد بن حميد، والفريابي. "الدر المنثور" (6/ 653).
وأخرجه: عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 395)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (10/ رقم 19444)، وابن جرير في "جامع البيان" (12/ 668): من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
وزاد السيوطي نسبته إلى: سعيد بن منصور، وابن المنذر. "الدر المنثور" (6/ 652).
(¬5) قال ابن جرير الطبري -رحمه الله- في "جامع البيان" (12/ 669):
"وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله -تعالى ذكره- أقسَمَ =