كتاب التبيان في أيمان القرآن ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

قال: "واحتجَّ صاحبُ هذا القول بأنَّ هذا النَّظْمَ وإن لم يكن للعرب فيه أصلٌ، ولا لها فيه رسمٌ، فيحتمل أن يكون نظمًا أحدثه الله -عزَّ وجلَّ-، لما بينَّا من احتمال "بل" بمعنى "إنَّ"" انتهى (¬1).
وقال أبو القاسم الزجَّاجيُّ (¬2): "قال النحويون: إنَّ "بَلْ" تقع في جواب القَسَم، كما تقع "إنَّ"؛ لأنَّ المراد بها توكيد الخبر" (¬3).
وهذا القول اختيار أبي حاتم (¬4)، وحكاه الأخفش (¬5) عن الكوفيين.
¬__________
(¬1) نقل بعضه الزركشي في "البرهان" (3/ 263).
وانظر: "تذكرة النُّحَاة" لأبي حيَّان (566)، و"جواهر الأدب" للإربلي (276).
(¬2) هو عبد الرحمن بن إسحاق، البغدادي الزجَّاجي، العلامة النحوي، صاحب كتاب "الجُمَل" وهو كتابٌ مباركٌ ما اشتغل به أحدٌ إلا انتفع به، توفي بطبريَّة سنة (340 هـ)، وقيل غير ذلك رحمه الله.
انظر: "البلغة" (121)، و"إنباه الرواة" (2/ 160).
(¬3) نقله عنه -أيضًا- الزركشي في "البرهان" (3/ 263).
(¬4) هو أبو حاتم السجستاني، سهل بن محمد بن عثمان الجُشَمي، المقرئ النحوي اللغوي، كان جمَّاعةً للكتب يتجر فيها، حدَّث عنه أبو داود، والنسائي، والبزار، وغيرهم، توفي بالبصرة سنة (255 هـ)، وقيل غير ذلك رحمه الله.
انظر: "إنباه الرواة" (2/ 58)، و"السير" (12/ 268).
(¬5) هو أبو الحسن، سعيد بن مَسْعدة المجاشعي، المشهور بـ"الأخفش الأوسط"، ويقال له: "الأخفش الراوية"، من أجلِّ أصحاب سيبويه، وشارح كتابه، له كتاب: "المسائل الكبير"، و"تفسير معاني القرآن"، وغير ذلك، توفي بالبصرة سنة (215 هـ)، وقيل غير ذلك رحمه الله.
انظر: "نزهة الألباء" (133)، و"إنباه الرواة" (2/ 36).

الصفحة 18