كتاب التبيان في أيمان القرآن ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وأغواها، وأبطلَها، وأهلكَها (¬1).
قال أرباب هذا القول: قد أقسم الله -تعالى- بهذه الأشياء التي ذكرها؛ لأنَّها تدلُ على وحدانيته، وعلى فلاح مَنْ طَهَّره، وخسارة من خَذَلَهُ، حتَّى لا يظُن أحدٌ أنَّه هو الذي يتولَّى تطهيرَ نفسه، وإهلاكَها بالمعصية؛ من غير قَدَرٍ سابقٍ، وقضاءٍ متقدِّمٍ (¬2).
قالوا: وهذا أبلغ في التوحيد الذي سيقت له هذه السورة.
قالوا: ويدلُّ عليه قوله: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} [الشمس: 8].
قالوا: ويشهد له حديث نافع بن عمر (¬3)، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: انتبهتُ ليلة؟ فوجدتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -وهو يقول: "ربِّ؛ أعْطِ نفسي تقواها، وزكِّها أنتَ خير من زكَّاها، أنت وَليُّها ومولاها" (¬4).
¬__________
(¬1) انظر: "جامع البيان" (12/ 603)، و"زاد المسير" (8/ 258)، و"تفسير ابن كثير" (8/ 412).
(¬2) هذا كلام أبي الحسن الواحدي في "الوسيط" (4/ 497).
(¬3) هو نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل الجُمَحي، القرشي المكِّي، ثقةٌ ثبتٌ، روى له الجماعة، توفي سنة (169 هـ) رحمه الله.
انظر: "تهذيب الكمال" (29/ 287)، و"الثقات" لابن حبان (7/ 533).
(¬4) أخرجه بهذا الإسناد أبو الحسن الواحدي في تفسيره "الوسيط" (4/ 498).
وقد أخرجه أحمد في "المسند" (6/ 209) رقم (25757) فقال: حدثنا وكيع، عن نافع -يعني ابنَ عمر-، عن صالح بن سعيد، عن عائشة -رضي الله عنها-، فذكره.
وذكر الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (1/ 652) أن هذا الحديث من رواية: صالح بن سعيد، عن عائشة -رضي الله عنها-. =