كتاب التبيان في أيمان القرآن ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

5 - وقوله تعالى: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} [ق: 1].
* قال ابن القيم -رحمه الله- عند قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39)} [الحاقة: 38 - 39]: "وهذا أعمُّ قَسَمٍ وقع في القرآن، فإنَّه يَعُمُّ العلويَّات والسُفْليَّات، والدنيا والآخرة، وما يُرى وما لا يُرى، ويدخل في ذلك الملائكة كلهم، والجنُّ، والإنسُ، والعرشُ، والكرسيُّ، وكلُّ مخلوق" (¬1).
* وقال أيضًا: "ثُمَّ أقسَم -سبحانه- أعظمَ قَسَمٍ، بأعظم مقسَمٍ به، على أجلِّ مقسَمٍ عليه، وأكَّد الإخبار به بهذا القَسَم، ثُمَّ أكَّده -سبحانه- بشبْهِه بالأمر المحقَّق الذي لا يشكُّ فيه ذو حاسَّةٍ سليمةٍ، قال تعالى: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23)} [الذاريات: 23] " (¬2).
* * *
¬__________
(¬1) "التبيان" (264).
(¬2) "التبيان" (638).

الصفحة 24