كتاب التبيان في أيمان القرآن ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

تأريخ تأليف الكتاب:
لم يذكر ابن القيم -رحمه الله- تأريخ تأليفه لكتابه، ولم ينقل عنه أحدٌ من تلاميذه خبرًا في ذلك؛ إلا أنَّنا يمكن أنَّ نستفيد من إشارتين اثنتين لبيان تأريخ تأليفه على وجه التقريب لا التحديد:
أولاهما: أنَّه أحال في ثنايا الكتاب على كتابه الآخر "إعلام الموقعين"، فقال: "وقد بيَّنا في كتابنا "المعالم" بطلان التحليل وغيره من الحيل الربويَّة" (¬1).
فهذا النقل يفيدنا أنَّه ألَّف كتاب "التبيان" بعد كتابه "إعلام الموقعين".
وثانيهما: أنَّه في كتابه "الداء والدواء" قد أحال على كتاب "التبيان" في موضعين (¬2)، ممَّا يفيدنا أنَّه ألَّفه قبل كتاب "الداء والدواء".
وعليه فيكون تأليفه لكتاب "التبيان" منحصرًا بين سنة تأليفه لكتاب "إعلام الموقعين"، وسنة تأليفه لكتاب "الداء والدواء"، إلَّا أنَّ الإشكال قائمٌ من حيث إنَّنا لا نعلم -تحديدًا- سنة تأليفه لهذين الكتابين! لكن هذا غاية ما توصلنا إليه.
وثَمَّ أمرٌ يُستأنس به ههنا؛ وهو أنَّ ابن القيم -رحمه الله- تمنَّى أنَّ يؤلِّف تفسيرًا للقرآن على نهجٍ سار عليه في تفسير "سورة الكافرون" في
¬__________
(¬1) "التبيان" (345).
(¬2) انظر "الداء والدواء" (83) و (470).
وقد ذكر الدكتور: أحمد ماهر البقري في كتابه "ابن القيم اللغوي" (64) أنَّه ألَّف كتابه "التبيان" بعد "الجواب الكافي"! وهذا سبق قلم.

الصفحة 35