كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)
كلامه ونصوصه لا قسيم ما جاء به. وقسم يخالفه، فذلك ليس بمعقول؛ وإنما هو
خيالات وشبه باطلة يظن صاحبها نها معقولات وإنما هي خيالات وشبهات.
وكذلك القياس والشرع، فالقياس الصحيح هو معقول النصوص،
والقياس الباطل المخالف للنصوص مضاد للشرع.
فهذا الفصل هو فرق ما بين ورثة الانبياء وغيرهم، واصله مبني على حرف
واحد، وهو عموم رسالة النبي! م بالسنة إ لى كل ما يحتاج إليه العباد في
معارفهم وعلومهم و عمالهم التي بها صلاحهم في معاشهم ومعادهم، و نه لا
حاجة إ لى أحد سواه البتة، وإنما حاجتنا إ لى من يبلغنا عنه ما جاء به. فمن لم
يستقر هذا في قلبه لم يرسخ قدمه في الايمان بالرسول، بل يجب الايمان بعموم
رسالته في ذلك كما يجب الايمان بعموم رسالته بالنسبة إ لى المكلفين ه فكما لا
يخرج أحد من الناس عن رسالته البتة فكذلك لا يخرج حق من العلم والعمل
عما جاء به، فما جاء به هو الكا في الذي لا حاجة بالامة إ لى سواه، وإنما يحتاج
إ لى غيره من قل نصيبه من معرفته وفهمه، فبحسب قلة نصيبه من ذلك تكون
حاجته، وإلا فقد توفي رسول الله ع! حم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وقد
ذكر للأمة منه علما وعلمهم كل شيء. . .
وبا لجملة فقد جاءهم بخير الدنيا والاخرة بحذافيره، ولم يجعل الله بهم
حاجة إ لى أحد سواه. ولهذا ختم الله به ديوان النبوه، فلم يجعل بعده رسولا
لاستغناء الامة به عمن سواه، فكيف يظن أن شريعته الكاملة المكملة محتاجة
15