كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

في الشام ومصر: المنسر (1)، وكانوا يسمون ببغداد: العيارين (2).
ولو حاربوا بالعصي والحجارة المقذوفة بالايدي أو المقاليع
ونحوها، فهم محاربون أيضا، وقد حكي عن بعض الفقهاء: لا محاربة
إلا بالمحدد، وحكى بعضهم الاجماع على أن المحاربة تكون بالمحذد
والمثمل. وسواء كان فيه خلاف أو لم يكن فالصواب الذي عليه جماهير
المسلمين: أن من قاتل على أخذ الاموال باي نوع كان من أنواع القتال
فهو محارب قاطع، كما أن من قاتل المسلمين من الكفار باي نوع كان
من أنواع القتال (3) فهو حربي، ومن قاتل الكفار من المسلمين بسيف أو
رمج أو سهم أو حجارة أو عصا؛ فهو مجاهد قي سبيل الله تعالى.
وأما اذا كان يقتل النفوس سرا لاخذ المال، مثل الذي يجلس في
خان يكون (4) لأبناء السبيل، [لم ق 34] واذا انفرد بقوم منهم قتلهم وأخذ
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
المنسر: جماعة من الجيش اختلف في عددهم، وتكون في العادة متقدمة على
الجيش، ثم استعمل هذا المصطلح بمعنى "العيارين"، انظر "اللسان!:
(1/ 1 9 6، 5/ 4 0 2). وانظر: بعض أخبارهم في (السلوك لدول الملوك) للمقريزي.
العئارون: جمع عئار، وهو الكثير الحركة والتطواف، و 1 ستعملته العرب في المدح
و 1 لذم، لكنه استعمل بعد ذلك في وصف جماعة من السزاق كانوا ينتهزون فرصة
انشغال الدولة فيقومون بمهاجمة الدكاكين والمنازل و خذ الاموال وقتل الناس وغير
ذلك من انواع الفساد، وكانت تقوى شوكتهم فيسيطرون على أماكن كثيرة، و شتهر
امرهم في العصر العباسي، و خبارهم كثيرة في تاريخ الطبري، والكامل لابن
الاثير، والبداية والنهاية. انطر "ألفاظ الحضارة في القرن الرابع الهجري ":
(ص/ 79)، و" معجم المصطلحات التاريخية ": (ص/ 328).
من قوله: "فهو محارب. . . " إلى هنا ساقط من ال)، وقوله "من أنواع القتال
ليست في (ز) ".
في بقية النسخ: "يكريه".
108

الصفحة 108