كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
كالعربية والفارسية والتركية والرومية، أو لرشوة يأخذها منه من مال أو
منفعة أو غير ذلك من الاسباب، أو لضغني في قلبه على الاحق، ا و
عداوة بينهما = فقد خان الله ورسوله والمؤمنين، ودخل فيما نهي عنه في
قوله تعالى: < يأيها الذفي ءامنوأ لا تخوئوا الله والرسول وتخوئوأ أمئتي وأنتم
تعلمون!) ثم قال: < و علمو أنما أقولخ وأولدكئم فتنة وأت الله
عنده، أتجرعظيم!) [الانفال / 27 - 28].
فإن الرجل لحبه لولده أو لعتيقه، قد يؤثره في بعض الولايات، أو
يعطيه مالا يستحقه، فيكون قد خان أمانته. وكذلك قد يؤثر زيادة ماله أو
حفظه (1) بأخذ مالا يستحقه، أو محاباة من يداهنه في بعض الولايات،
فيكون قد خان الله والرسول وأمانته (2).
ثم ان المؤدي للأمانة - مع مخالفة هواه - مريمبته (3) الله فيحفظه في
أهله وماله بعده. والمطيع لهواه يعاقبه الله بنقيض قصده فيذل أهله
ويذهب ماله.
وفي ذلك الحكاية المشهورة: أن بعض حلفاء بني العباس سأل
بعض العلماء أن يحدثه عن بعض ما أدرك، فقال: أدركت عمر بن
عبدالعزيز وقد قيل له: يا مير المؤمنين أفرغت (4) أفواه بنيك من هذا
المال، وتركتهم فقراء لا شيء لهم () - وكان في مرض موته - فقال:
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
في بعض النسخ: "يورث زيادة. . ."، و (ي): "زيادة حفظه او ماله ". وفي
المطبوعة مع شرح العثيمين: "زيادة حظه" ولم يشر إلى مصدر التغيير.
بقية النسخ: "وخان امانته".
(ظ): " يثيبه ".
(ي، ظ، ز): "افغرت"، وفي "ل": "افقرت".
سقطت من الاصل.
11