كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
أدحلوهم علي، فادحلوهم - وهم بضعة عشر ذكرا (1) ليس فيهم بالغ-
فلما رآهم ذرفت عيناه، ثم قال: يا بني والله ما منعتكم حفا هو لكم، ولم
أكن بالذي اخذ أموال الناس فادفعها إليكم، وانما نتم أحد رجلين: إما
صالح فالله يتولى الصالحين، واما غير صالح فلا أحلف له ما يستعين به
على معصية الله، قوموا عني (2).
قال: فلقد رأيت بعض ولده حمل على مئة فرس في سبيل الله.
يعني: أعطاها لمن يغزو عليها.
قلت: هذا وقد كان خليفة المسلمين من أقصى المشرق ببلاد الترك
إلى أقصى المغرب بالاندلس وغيرها، ومن جزيرة قبرص وثغور الشام
والعواصم كطرسوس ونحوها إلى أقصى [لم 4] اليمن. وانما خذ كل
واحد من أولاده من ماله (3) شيئا يسيزا يقال: أقل من عشرين درهما.
قال: وحضرت بعض الخلفاء وقد اقتسم تركته بنوه، فأخذ كل
واحد منهم ستمئة ألف دينار. ولقد رأيت بعضهم يتكفف الناس - أي:
يسألهم بكفه -. وفي هذا الباب من الحكايات (4) والوقائع المشاهدة في
هذا الزمن، والمسموعة عما قبله، ما فيه عبرة (5) لكل ذي لب.
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
(ي): " رجلا ذكرا ".
أخرج القصة بنحوها البسوي في "المعرفة والتاريخ ": (147/ 1،137)، وابن
عساكر في "تاريخ دمشق ": (252/ 45،272/ 25)، وابن الجوزي في "سيرة
عمر بن عبدالعزيز": (ص/ 320)، و خرجها ابن سعد: (393/ 7) مختصرة.
(ي، ظ، ز): "تركته"، وسقطت من ال، ب).
ليست في الاصل.
(ي): "عبر".
12