كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

اقرب للتقوئ> [المائدة/ 8]. وإما إعراضا عن القيام لله، والقيام بالقسط
الذي أوجبه الله تعالى، أو جبنا وفشلا وخذلانا لدينه، كما يفعله
التاركون لنصر دين الله ورسوله وكتابه (1)، الذين اذا قيل لهم: انفروا في
سبيل الله ا"داقلوا إلى الأرض.
وعلى كل تقدير فهذا الضرب يستحق العقوبة باتفاق العلماء. ومن
لم يسلك هذا السبيل (2) عكل الحدود، وضيع الحقوق، وأكل القوي
الضعيف. وهو يشبه من عنده مال الظالم الماطل (3) من عين أو دين،
وقد امتنع من تسليمه لحاكم (4) عادل يوفي به دينه، أو يؤدي منه النفقة
الواجبة عليه لأهله أو لاقاربه أو مماليكه أو بهائمه.
وكثيرا مايجب على الرجل حق بسبب () غيره، كما تجب عليه
النفقة بسبب حاجة قريبة، وكما تجب الدية على عاقلة القاتل. وهذا
الضرب من التعزير عقوبة لمن علم أن عنده مالا أو نفسا يجب إحضاره
وهو لا يحضره؛ كالقالاع والسراق وحماتهم، أو علم أنه خبير به وهو لا
يخبر بمكانه.
فاما إن امتنع من الاخبار والإحضار؛ لئلا يعتدي (6) عليه الطالب أو
يطلمه؛ فهذا محسن، وكثيرا ما يشتبه أحدهما بالاخر، وتجتمع شبهة
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
بقية الانسخ: "لنصر الله ورسوله ودينه وكتابه ".
(ز، ظ): "هذه السبل ".
(ز، ل): "المماطل".
(ظ، ب، ل، س): "إلى حاكم "، والاصل و (ي): "بحاكم" والمثبت من (ز).
الاصل: "ليست"! (ي): "بسبب من".
(ي، ظ، ب، ل): "يتعدى".
120

الصفحة 120