كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الزور (1)، أو يرتشي في حكمه، أو يحكم بغير ما أنزل الله سبحانه
وتعالى، أو يعتدي على رعيته، أو يتعزى بعزاء الجاهلية، كقوله:
يالقيس ياليمن (2)، أو يلبي داعي الجاهلية، إلى غير ذلك من أنواع
المحرمات = فهؤلاء يعاقبون تعزيرا وتنكيلا وتأديبا بقدر ما يراه الوالي
على حسب كثرة ذلك الذنب في الناس وقلته، فاذا كان كثيرا زاد في
العقوبة، بخلاف ما إذا كان قليلا.
وعلى حسب حال المذنب، فاذا كان من المدمنين على الفجور زِيدَ
في عقوبته بخلاف المُقِلِّ من ذلك.
وعلى حسب كبر الذنب وصغره، فيعاقب من يتعرض لنساء الناس
و أولادهم مالا يعاقب (3) من لم يتعرض إلا لامرأة واحدة و صبي
واحد (4).
وليس لاقل التعزير حد، بل هو بكل ما (5) فيه إيلام للانسان من قول
وفعل، وترك قول وترك فعل، فقد يعزر الرجل بوعظه وتوبيخه
والاغلاظ له، وقد يعزر بهجره وترك السلام عليه حتى يتوب إن كان ذلك
هو المصلحة، كما هجر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الثلاثة الذين خلفوا (6)، وقد
يعزر بعزله عن ولايته، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يعزرون بذلك، وقد
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
"او يلقن شهادة الزور" سقطت من (ي).
"كقوله: يالقيس ياليمن" من الاصل. والجملة بعدها ساقطة من (ي).
(ي): "ما يعاقبه "، (ز، ب): "مالا يعافبه".
(ظ، ب): "للمرأة الواحدة " و (ظ) فقط: "او للصبي الواحد".
(ي): "بفعل ما".
(ي): "اصحابه. . . تخلفو يعزرون بذلك ".
145