كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وسائر أنواع الاعمال = على مالا يشتمل عليه عمل آخر.
والقائم به من الشخص والامة بين إحدى الحسنيين دائما؛ إما النصر
والظفر، وإما الشهادة والجنة.
ثم إن الخلق لابد لهم من محيا وممات، ففيه يستعمل محياهم
ومماتهم في غاية سعادتهم في الدنيا والاخرة، وفي تركه ذهاب
السعادتين أو نقصهما، فان من الناس من يرغب في الاعمال الشديدة في
الدين والدنيا مع قلة منفعتها، فالجهاد أنفع فيهما (1) من كل عمل شديد،
وقد يرغب في ترفيه نفسه حتى يصادفه الموت [لم قاه] فموت الشهيد
أيسر من كل ميتة، وهي أفضل (2) الميتات.
واذا كان أصل القتال المشروع - وهو الجهاد - ومقصوده: هو أ ن
يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، فمن منع هذا قوتل
باتفاق المسلمين. وأما من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة؛ كالنساء
والصبيان، والراهب والشيخ الكبير، والاعمى والزمن ونحوهم؛ فلا
يقتل عند جمهور العلماء إلا أن يقاتل بقوله أو قعله، وان كان بعضهم
يرى إباحة قتل الجميع بمجرد الكفر، إلا النساء والصبيان لكونهم مالا
للمسلمين، والأول (3) هو الصواب، فإن (4) القتال هو لمن يقاتلنا إذا
أردنا إظهار دين الله، كما قال سبحانه وتعالى: < وقتلوأ فى سبيل) لله
__________
(1) (ي، ظ):"فيها".
(2) (ظ، ل):"خير"، (ب):"ايسر".
(3) (ي) زا د: " أصح. . . ".
(4) بقية النسخ: "لان".
158