كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وبين من حاباه مودة أو قربة، فان صاحبه يبغضه ويذمه، ويرى أنه قد
خانه وداهن قريبه (1) [لم ق ه] أو صديقه.
إذا عرف هذا فليس عليه أن يستعمل إلا أصلح الموجود، وقد لا
يكون في موجوده من هو أصلح (2) لتلك الولاية، فيختار الامثل فالامثل
في كل منصب بحسبه. وإذا فعل ذلك بعد الاجتهاد التام، وأخذه للولاية
بحقها، فقد أدى الامانة، وقام بالواجب في هذا، وصار في هذه
المواضع من أئمة العدل والمقسطين (3) عند الله.
وإن اختلت بعض الامور بسب! من غيره إذا لم يمكن إلا ذلك، فان
الله سبحاث وتعالى يقول: < فائقو لله ما ستطعغ) [التغابن/ 16]، وقال عز
وجل: < لايكف لله نفسا وها> 1 البقرة/ 286]، وقال جل جلاله
في الجهاد: < فقعل فى سبيل لله لا تكف إلا نفسك وحعض انوِمنين> 1 النساء/
84]، ولمحال عز وجل: < يايها الذين ءامنو علئكتم أنفسكئم لا يصزكم من ضل ذا
أهتدنمو) 1 الماندة/ 5 0 1].
فمن أدى الواجب المقدور عليه فقد اهتدى، وقال النبي مج! يه: "إذا
أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ". أخرجاه في " الصحيحين " (4)، لكن
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
(ظ): " قرابته ".
(ي، ظ، ز): "صالح ".
(ي، ز): "و 1 لمقسطين ".
البخاري رقم (7288)، ومسلم رقم (1337)، من حديث أبي هريرة -رضي
الله عنه -.
16