كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
عنهم - مانعي الزكاة، وقد كان قد توقف في قتالهم بعض الصحابة ثم
اتفقوا، حتى قال عمر بن الخطاب لابي بكر - رضي الله عنهما -: كيف
تقاتل النالس وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أمرت أن أقاتل الناس 1 يم ق 52] حتى
يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فاذا قالوها عصموا مني
دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله "؟ فقال له أبو بكر
-رضي الله عنه -: فان الزكاة من حقها، والله لو منعوني عناقا كانوا
يؤدونها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم على منعها. قال عمر (1): فما هو إلا
أن رأيت قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعلمت أنه الحق (2).
وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه كثيرة أنه أمر بقتال الخوارج، وفي
"الصحيحين" (3) عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - قال: سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "سيخرج قوم في اخر الزمان حداث الأسنان،
سفهاء الاحلام، يقولون من قول خير البرية، لا يجاوز إيمانهم
حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما
لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة ".
وفي رواية لمسلم (4) عن علي - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يخرج قوم من أمتي يقروون القران ليس قراءتكم إلى
__________
(1) من قوله: "القتال، مثل ان تفقيه السفينة إلينا. . ." إلى هنا ساقط من (ب).
(2) أخرجه البخاري رقم (1399)، ومسلم رقم (20) من حديث أبي هريرة
- رضي الله عانه -.
و 1 نظر ما سبق في الطائفة الممتنعة (ص/96) وما سيأتي (ص 163 - 164).
(3) البخاري رقم (1 361)، ومسلم رقم (066 1).
(4) رقم (066 1/ 156).
161