كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
يصلوا بهم صلاة رسول الله! ع! ر حيث قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي"
رواه البخاري (1).
وصلى مرة بأصحايه على طرف المنبر فقال: "إنما فعلت هذا
لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي " (2).
وعلى امام الناس في الصلاة وغيرها أن ينظر لهم، فلا يفوتهم ما
يتعلق بفعله من كمال دينهم، بل على إمام الصلاة أن يصلي بهم صلاة
كاملة، ولا يقتصر على ما يجوز لمنفرد [لم ق 54] الاقتصار (3) عليه من قدر
الإجزاء الا لعذر.
وكذلك على إمامهم في الحج، وكذلك أميرهم في الحرب. ألا
ترى أن الوكيل والوليئ في البيع والشراء عليه أن يتصرف لموكله ولموليه
على الوجه الاصلح له في ماله، وهو في مال نفسه يفوت نفسه ماشاء،
فامر الدين أهم، وقد ذكر الفقهاء هذا المعنى.
ومتى اهتمت الولاة بإصلاح دين الناس؛ صلح للطائفتين دينهم
ودنياهم، والا اضطربت الامور عليهم. وملاك ذلك كله: حسن النية
للرعية، وإخلاص الدين كله لله، والتوكل عليه. فان الاخلاص والتوكل
جماع (4) صلاح الخاصة والعامة، كما أمرنا ن نقول في صلاتنا:
__________
(1) رقم (631) من حديث مالك بن الحويرث -رضي الله عنه -. وهو في مسلم
(674) بدون هذا اللفظ.
(2) اخرجه البخاري رقم (917)، ومسلم رقم (544) من حديث سهل بن سعد
- رضي الله عنه -.
(3) سقطت من (ظ).
(4) الاصل: "جماع في".
166