كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الدين أكثر لغلبة الفساد، قدم الدين، فان كانت الحاجة إلى العلم أكثر
لخفاء الحكومات، قدم العالم (1).
و كثر العلماء يقدمون ذا الدين، فان الأئمة متفقون على أنه لابد في
المتولي من أن يكون عدلأ أهلا للشهادة (2).
واختلفوا في اشتراط العلم (3) هل يجب أن يكون مجتهدا، أو يجوز
أن يكون مقلدا؟ أو الواجب تولية الامثل فالامثل كيفما تيسر؟ على ثلاثة
أقوال (4). وبسط الكلام على ذلك في غير هذا الموضع.
ومع أنه يجوز تولية غير الاهل () للضرورة اذا كان أصلح الموجود،
1 لم ق 8] فيجب مع ذلك السعي في إصلاخ الاحوال، حتى يكمل في الناس
ما لا بد منه من أمور الولايات والإمارات ونحوها، كما يجب على
المعسر السعي في وفاء دينه، وإن كان في الحال لا يطلب منه إلا ما يقدر
عليه، وكما يجب الاستعداد للجهاد باعداد القوة ورباط الخيل في وقت
سقوطه للعجز، فإن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، بخلاف
الاستطاعة في الحج ونحوها، فانه لا يجب تحصيلها؛ لان الوجوب
هناك لا يتم إلا بها.
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
علق الشيخ العثيمين في "شرحه: 59" بقوله: "يعني إذا كانت المسائل مشتبهة
مشتبكة تخفى، وتحتاج إلى عالم جيد؛ فهنا يقذم العالم على الذين، وإذا كان الهوى
و 1 لشر والفساد والرشوة فاشية يقذم الدئن على العالم، وكل منهما هل للقضاء".
انطر: " البيان ": (3 1/ 0 2) للعمراني، و" المغني ": (4 1/ 3 1 - 4 1).
(ي): " العالم ".
الخلاف في ذلك مع ابي حنيفة إذ أجاز تولية المقلد، انطر: "رد المحتار":
(8/ 46 - 47)، و"المغني ": (4 1/ 13)، و" البيان ": (13/ 9 1).
فوقها في (ي) علامة ** وكتب في الهامش: (الطاهر: الامثل).
27