كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فصل
والمهم (1) في هذا الباب معرفة الاصلح (2) وذلك إنما يتم بمعرفة
مقصود الولاية، ومعرفة طريق المقصود، فإذا عرفت المقاصد والوسائل
تم الامر. فلهذا لما غلب على أكثر الملوك قصد الدنيا دون الدين قدموا
في ولايتهم من يعينهم على تلك المقاصد، وكان من يطلب رئاسة نفسه
يؤثر تقديم من يقيم رئاسته (3).
وقد كانت السنة أن الذي يصلي بالمسلمين الجمعة والجماعة
ويخطب بهم هم أمراء الحرب، الذين هم نواب ذي السلطان على
الجند، ولهذا لما قذم النبي ع! يم أبا بكر في الصلاة، قدمه المسلمون في
إمارة الحرب وغيرها.
وكان النبي ع! مم إذا بعث أميرا على حرب (4) كان هو الذي يؤم
الصلاة (5) بأصحابه. وكذلك إذا استعمل رجلا نائبا على مدينة كما
استعمل عتاب بن أسيد على مكة، وعثمان بن أبي العاص على الطائف،
وعليا ومعاذا و با موسى على اليمن، وأبا سفيان (6) [و] عمرو بن حزم
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(ط): "و هم ما".
(كب): "الإصلاح" وكتب فوقها: لظاهر: الاصلح.
علق الشيخ العثيمين في "شرحه: 64": (ولهذا تجد الملوك ورؤساء البلدان
يقربون من العلماء من يو 1 فقهم على أهوائهم، وان كان في البلد من هو علم
و دين ممن قربوه؟ لانهم انما يريدون الوصول إلى أهوائهم. . .).
(ي): "الحرب ".
(ي، ز، ب، ل): "يؤفره للصلاة ".
قوله: "أبا سفيان " من الاصل فقط. وقد ذكر غير واحد من العلماء أن النبي
!! توفي و بو سفيان و 1 ل له على نجران بعد عمرو بن حزم. لكن قال -
28

الصفحة 28