كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الغضب " (1). وهذا هو السيد الذي قال الله تعالى فمه: < وَستهاوحصورا)
[ال عمران / 39]، وقال النبي ع! ي! م عن الحسن: " إن ابني هذا سيد وسيصلح
الله به بين طائفتين عطيمتين من المسلمين " (2).
فبين النبي! يم أن الرجل الشديد القوي ليس هو القوي في بدنه الذي
يصرع الناس ويغلبهم كثيرا، وانما هو القوي في نفسه الذي يملك نفسه
ويغلبها عند الغضب.
وأما قوته على غيره؛ فالشجاعة فى نفسه، والخبرة وسائر أسباب
القوى من الرجال والاموال، كما دل عليه قوله تعالى: < وأعدوا لهم ما
ستظعتم من قوؤ ومن زباط الجل > [الانفال / 0 6].
وروى مسلم في " صحيحه " (3) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
قال رسول الله! مم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن
الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز،
وان أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر
الله وما شاء فعل، فان لو تفتح عمل الشيطان ".
فبالقوة الاولى يصير المرء من المهاجرين الذين هجروا ما نهى الله
عنه، ومن المجاهدين الذين جاهدوا نفوسهم في الله، وهو جهاد العدو
الباطن من الشيطان والهوى.
__________
(1) أخرجه البخاري رقم (6114)، ومسلم رقم (2609) من حديث أبي هريرة
- رضي الله عنه -.
(2) أخرجه البخاري رقم (2704) من حديث ابي بكرة - رضي الله عنه -.
(3) رقم (2664).
36

الصفحة 36