كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ع! يو: "إنكم سترون بعدي أثرة و مورا تنكرونها" قالوا: فما تامرنا يا
رسول الله؟ قال: " أدوا إليهم حقهم، واسالوا الله حقكم ".
وليس لولاة الأموال أن يقسموها بحسب أهوائهم كما يقسم المالك
ملكه، فانما هم أمناء ونواب ووكلاء، ليسوا ملاكا، قال رسول الله! لخيم:
"إني والله لا أعطي أحدا ولا أمنع أحدا، وإنما انا قاسم أضع حيث
أمرت ". رواه البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بنحوه (1).
فهذا رسول رفي العالمين قد أخبر أنه ليس المنع والعطاء بارادته
واختياره، كما يفعل ذلك المالك الذي أبيح له التصرف في ماله، وكما
تفعل الملوك الذين يعطون من أحبوا ويمنعون من أحبوا (2)، وانما هو
عبدالله يقسم المال بأمره، فيضعه (3) حيث أمره الله سبحانه وتعالى.
وهكذا قال رجل لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه -: يا أمير
المؤمنين لو وسعت على نفسك في النفقة من مال الله تعالى؟ فقال له
عمر: أتدري ما مثلي ومثل هؤلاء؟ كمثل قوبم كانوا في سفر، فجمعوا
منهم (4) مالا وسلموه إلى واحد ينفقه عليهم، فهل يحل لذلك الرجل أن
يستأثر عنهم من أموالهم (5)؟! لا
وحمل مرة إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - مال عظيم من
__________
(1) رقم (3117).
(2) ال): "من ابغضوا". وكتب فوق "أحبوا" في (ي): "مانعه " يعني: أحبوا مانعه،
وهو يصلح أن يكون لحقا و شرحا.
(3) ليست في (ز).
(4) كتب فوقها في (ي): "نسخة: بينهم. صح".
(5) لم أجده.
44

الصفحة 44