كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فذكر الله سبحانه وتعالى المهاجرين والانصار، والذين جاءوا من
بعدهم على ما وصف، فدخل في الصنف الثالث كل من جاء على هذا
الوجه إلى يوم القيامة، كما دخلوا في قوله تعالى: < والذيئ ءامنوأ صت بعد
وهاجرو وبخهدو معكئم قاؤليهك منكؤ) [الانفاد/ 75]، وفي قوله: < والذفي
أتبعوهم باخر > [1 لتربة/ 100]، وفي قوله تعالى: < واخرين متهم لما
يلحقو بهم وهو اتعنىنرالمحكيم *> [الجمعة / 3].
ومعنى قوله: < فما أؤجقتض عل! ئه من خئل ولاركالب) أي: ما حركض
ولا سقتم خيلا ولا ابلا، ولهذا قال الفقهاء: الفيء هو ما خذ من الكفار
بغير قتال؛ لان إيجاف الخيل والركاب هو معنى القتال.
وسمي فيئا لان الله سبحانه وتعالى أفاءه على المؤمنين (1)، أي: رده
عليهم من الكفار، فان الاصل أن الله - تعالى - إنما خلق الأموال إعانة
على عبادته؛ لانه إنما حلق الخلق لعبادته، فالكافرون به أباح نفوسهم
التي لم يعبدوه بها، وأموالهم التي لم يستعينوا بها على عبادته لعباده (2)
المؤمنين الذين يعبدونه، وأعاد عليهم (3) ما يستحقونه، كما يعاد على
الرجل ما غصب من ميراثه، وإن لم يكن قبضه قبل ذلك.
وهذا مثل الجزية التي على اليهود والنصارى، والمال الذي يصالح
عليه العدو، أو يهدونه إلى سلطان المسلمين (4)، كالحمل الذي يحمل
من بلاد النصارى ونحوهم، وما يؤخذ من تجار أهل الحرب وهو
__________
(2)
(3)
(4)
(ط):"المسلمين ".
الاصل: "كعباده"، والصواب ما في بقية النسخ.
بقية النسخ: " أفاء إليهم ".
سقطت من الاصل.
55

الصفحة 55