كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الضعفاء، كما يفعل الملوك، فالاعمال بالنيات؛ فاذا كان القصد بذلك
مصلحة الدين وأهله، كان من جنس عطاء النبي جمع! م وحلفائه، وان كان
المقصود العلو في الأرض والفساد، كان من جنس عطاء فرعون، وانما
ينكره (1) ذو الدين الفاسد، كذي الخويصرة الذي أنكره على النبي! لخير،
حتى قال فيه ما قال.
وكذا حزبه الخوارج أنكروا على أمير المؤمنين علي -رضي الله
عنه - ما قصد به المصلحة من التحكيم، ومحو اسمه، وما تركه من سبي
نساء المسلمين وصبيانهم (2). وهؤلاء أمر النبي! ك! يو بقتالهم؛ لأن معهم
دينا فاسدا لا يصلح به دنيا ولا اخرة.
وكثيرا ما يشتبه الورع القاسد بالجبن والبخل، فان كلاهما (3) فيه
ترك، فيشتبه ترك الفساد لخشية الله تعالى بترك ما يؤمر به من الجهاد
والنفقة: جبنا وبخلا، وقد قال النبي! ييه: "شر ما في المرء شح هالع
وجبن خالع " (4). قال الترمذي. حديث صحيح.
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
أي يانكر إعطاء المؤلفة قلوبهم، وفي هامش (ي) حاشية نصها: (يعني
المقصود به المصلحة).
انظر ما انكره الخوارج على علي -رضي الله عنه - في "المعرفة والتاريخ ":
(524 - 522/ 1) للبسوي، و"المساند" رقم (656)، و"البداية والنهاية ":
(570 - 564/ 10).
(ي): "كلا منهما". وتشبه في الاصل: "كليهما". وقد جرت عادة الشيخ على
إلزام (كلا) الالف كما هو ثابت بخطه.
أخرجه احمد رقم (8010)، وأبو داود رقم (2511)، وابن بي شيبة:
(332/ 5)، و 1 بن حبان "الاحسان" رقم (3250)، والبيهقي: (9/ 170) من
طريق عليئ بن رباح عن عبدالعزيزبن مرو ن قال سمعت ابا هريرة به.
76

الصفحة 76