كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

كذلك قد يترك الانسان العمل ظنا، أو إظهارا أنه ورع، وانما هو
كبر وارادة للعلو، وقول النبي! ي!: "إنما الأعمال بالنيات " (1) كلمة
جامعة كاملة، فان النية للعمل كالروح للجسد، والا فكل واحد من
الساجد دله والساجد للشمس والقمر، قد وضع جبهته على الارض،
فصورتهما واحدة، ثم هذا أقرب الخلق إلى الله تعالى، وهذا أبعد الخلق
عن الله.
1 لم ق 23] وقد قال الله عز وجل: < وتوا! وا بالحق وتواصؤا بألصبر) (2)
[1 لعصر/ 3]، < ولواع! وا بآلفئن وتواصوا بائمرحمة *> 11 لبلد/ 17]. وفي الاثر:
"أفضل الايمان: السماحة والصبر" (3). فلا تتم رعاية الخلق وسياستهم
إلا بالجود الذي هو العطاء، والنجدة التي هي الشجاعة، بل لا يصلح
الدين والدنيا إلا بذلك.
__________
(1)
(2)
(3)
و الحديث صححه ابن حبان، والمصنف في "الفتاوى": (437/ 28)، وقال
العراقي في "تخريج الاحياء": (2/ 910): سنده جيد. ولم أجد الحديث في
الترمذي كما شار المصنف، ولعله سبق قلم.
اخرجه البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907) من حديث عمر بن الخطاب
- رضي الله عنه -.
هذه الاية من الاصل فقط.
أخرجه احمد رقم (22717)، والخرائطي في "مكارم الاخلاق " رقم (653)،
والبخاري في "خلق افعال العباد" رقم (124)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"
رقم (25) ولفظهما مختصر، وغيرهم من حديث عبادة بن الصامت - رضي الله
عنه - ولفظه عند أحمد والخرائطي: ان رجلا أتى النبي غ! ي! م فقال: يا نبي الله،
ي العمل افضل؟ قال: "الإيمان بادثه، وتصديق به، وجهاد في سبيله "، قال:
أريد هون من ذلك يا رسول الله، قال: "السماحة والصبر. . . " الحديث. وفي
إسناد أحمد والخرائطي ابن لهيعة، وفي إسناد غيره من يضغف.
77

الصفحة 77