كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
لمم وما هم منكم ولبههم قؤم دقرقورن!) [التربة/ 56]، وهو كثير
في الكتاب والسنة، وهو مما اتفق عليه أهل الارض، حتى إنهم يقولون
في الامثال العامية: لا طعنة ولا جفنة (1)، ويقولون: لا فارس الخيل ولا
وجه العرب (2).
لكن افترق الناس هنا ثلاث فرق:
* فريق غلب عليهم ححث العلو في الارض أو الفساد، فلم ينظروا
في عاقبة المعاد، ورأوا أن السلطان لا يقوم إلا بعطاء، وقد لا يتأتى
العطاء إلا باستخراج أموال من غير حلها، فصاروا نهابين وهابين.
وهؤلاء يقولون: لا يمكن أن يتولى على الناس إلا من ياكل
ويطعم، فانه إذا تولى العفيف (3) الذي لا ياكل ولا يطعم، سخط عليه
الروساء وعزلوه، إن لم يضروه في نفسه وماله. وهؤلاء نظروا في عاجل
دنياهم و هملوا الاجل من دنياهم واخرتهم، فعاقبتهم عاقبة رديئة في
الدنيا والاخرة، إن لم يحصل لهم ما يصلح اخرتهم (4) من توبة ونحوها
مما يعتقدونه فينجوا منه ().
* وفريق عندهم خوف من الله تعالى، ودين يمنعهم عما يعتقدونه
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
والمعنى: لا شجاعة ولا كرم. وفي الاصل: "لاطعته ولاخفته "! وهو تحريف.
بمعنى المثل السابق، وقد انشد السراج (ت 691) لنفسه كما قي "اعيان
العصر": (121/ 5):
قال وقد أبصر شخصي مقبلا لا فارس الخيل ولا وجه العرب
(ي): "الضعيف".
بقية النسخ: "عاقبتهم".
"مما يعتقدونه فينجوا منه" من الاصل فقط.
79