كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

قبيحا، من ظلم الخلق وفعل المحارم، فهذا حسن واجب، لكن قد
يعتقدون مع ذلك أن السياسة لا تتم إلا بما يفعله أولئك من الحرام،
فيمتنعون أو يمنعون عنها مطلفا، وربما كان في نفوسهم جبن أو بخل،
أو ضيق خلق عاضد لما (1) معهم من الدين، فيقعون أحيانا في ترك
واجب يكون تركه أضر عليهم من بعض المحرمات، أو يقعون في النهي
عن واجب، يكون النهي عنه من الصد عن سبيل الله.
وقد يكونون متاولين، وربما اعتقدوا أن إنكار ذلك واجب ولا يتم
إلا بالقتال، فيقاتلون المسلمين كما فعلت الخوارج؛ فهؤلاء لا تصلح
بهم الدنيا ولا الدين الكامل، لكن قد يصلح بهم كثير من أنواع الدين
وبعض أمور الدنيا، وقد يعفى عنهم في بعض ما (2) اجتهدوا فيه
فاخطاوا، ويغفر لهم قصورهم، وقد يكونون من الاخسرين أعمالا الذين
ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
وهذه طريقة من لا ياخذ لنفسه ولا يعطي غيره، ولا يرى أن يتالف
الناس من الكفار والفجار لا بمال ولا بنفع (3)، ويرى أن إعطاء المولفة
قلوبهم من نوع الجور والعطاء المحرم.
* الفريق الثالث: الامة الوسط، وهم أهل دين محمد ع! ي!،
وخلفاوه على عامة الناس وخاصتهم إلى يوم القيامة، وهو: إنفاق المال
والمنافع للناس - وان كانوا روساء - بحسب الحاجة الى صلاح الأحوال
__________
(1) المثبت من (ي، ز)، الاصل: "عامد لما معهم "، ال): (مع ما معهم "، (ب):
"ضيق حلق معهم ".
(2) بقية النسخ: "عانهم فيما".
(3) الاصل: "ولا بمنع ".
80

الصفحة 80