كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

لاقامة (1) الدين، والدنيا التي يحتاج إليها الدين ه وعفته في نفسه فلا
ياخذ مالا يستحقه، فيجمعون بين التقوى والاحسان < إن ألله ء لذين
تقوا ؤا لذين هم ئحسنوت!) [النحل / 8 2 1].
فلاتتم السياسة الدينية إلا بهذا، ولا يصلح الدين والدنيا إلا بهذه
الطريقة، وهذا هو الذي يطعم الناس ما يحتاجون إلى إطعامه (2)، ولا
ياكل هو إلا الحلال الطيب، ثم هذا يكفيه من الانفاق أقل مما يحتاج إليه
الا"ول، فان الذي ياخذ لنفسه تطمع فيه النفوس مالا تطمع في العفيف،
ويصلح به الناس في دينهم مالا يصلحون بالثاني، فإن العفة مع القدرة
تقوكي حرمة الدين.
وفي " الصحيحين " (3) عن أبي سفيان بن حرب ان هرقل ملك الروم
قال له عن النبي ع! ير: بماذا يامركم؟ قال: يامرنا بالصلاة والصدقة
والعفاف والصلة.
وفي الاثر: أن الله أوحى إلى رسوله إبراهيم الخليل - صلى الله على
نبينا وعليه وعلى كافة الانبياء والمرسلين -: يا إبراهيم اتدري لم
اتخذتك خليلا؟ لأني رأيت العطاء أحب اليك من الاخذ (4).
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
بقية النسخ: دزولاقامة".
(ي، ز، ل): "طعامه ".
البخاري رقم (7)، ومسلم رقم (1773).
وردت في ذلك اثار عن جماعة من السلف، عن يوسف بن أسباط أخرجه
أبو نعيم في "الحلية": (242/ 8)، وعن وهب بن منبه اخرجه ابن عساكر في
"تاريخ دمشق ": (217/ 6 - 218)، وغيرهما كما في "الدر المنثور":
(408 - 407/ 2).
81

الصفحة 81