كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وفي "الصحيحين" (1) عن عائشة -رضي الله عنها-: "أن قريشا
اهمهم شان المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الده؟
فقالوا: ومن يجترىء عليه إلا سامة بن زيد، قال: يا سامة، أتشفع في
حد من حدود الله؟ [لم ق 26] إنما هلك بنوا إسرائيل أنهم كانوا إذا سرق
فيهم الشريف تركوه، واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والذي
نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
ففي هذه القصة عبرة، فان أشرف بيت كان في قريش بطنان: بنو
مخزوم، وبنو عبد مناف، فلما وجب على هذه القطع بسرقتها، التي هي
جحود العارية على قول بعض العلماء، أو سرقة أخرى غير هذه على قول
اخرين، وكانت من أكبر القبائل و شرف البيوت، وشفع فيها حب رسول
الله! لمجي! ه أسامة = غضب رسول الله! يه، وأنكر عليه دخوله فيما حرمه الله،
وهو الشفاعة في الحدود، ثم ضرب المثل بسيدة نساء العالمين - وقد
برأها الله من ذلك - فقال: "لو ن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
وقد روي: أن هذه المرأة التي قطعت يدها تابت، وكانت تدخل
بعد ذلك على النبي! يئ فيقضي حاجتها (2).
فقد روي: "أن السارق إذا تاب سبقته يده إلى الجنة، وإن لم يتب
سبقته يده إلى النار" (3)
__________
(1)
(2)
(3)
البخاري رقم (2648،3475)، ومسلم رقم (1688).
جاء ذكر ذلك في الحديث السالف في الصحيحين.
لم أجده بهذا اللفظ، لكن أخرج ابن عدي في "الكامل": (1/ 401 - 402) من=
85

الصفحة 85