كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
والشادين (1) والسعاة على الخراج والصدقات، وغير ذلك من الاموال
التي للمسلمين.
وعلى كل واحد من هؤلاء أن يستنيب ويستعمل أصلح من يجده،
وينتهي ذلك الى أئمة الصلاة، والمؤذنين، والمقرئين، والمعلمين،
و مراء الحاج، والبرد، والعيون - الذين هم القصاد - وخزان الاموال،
وحراس الحصون، والحدادين - الذين هم البوابون على الحصون
والمدائن - ونقباء العساكر 1 لم 3] الكبار والصغار، وعرفاء القبائل
والاسواق، وروساء القرى - الذين هم الدهاقين -.
فيجب على كل من ولي شيئا من أمر المسلمين، من هؤلاء وغيرهم
أن يستعمل فيما تحت يده في كل موضع أصلح من يقدر عليه، ولا يقدم
الرجل لكونه طلب الولاية (2)، أو سبق في الطلب، بل ذلك سبب المنع.
فإن في "الصحيحين" (3) عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن قوما دحلوا عليه فسألوه
__________
(1) شاد، مفرد جمعه مشدية، من الشد بمعنى الضبط والتفتيش. والشاد موجمف
من العصرين الايوبي والمملوكي، كانت الدولة تعهد إليه القيام ببعض الاعمال
التي يضاف اسمها إلى هذا اللقب، فيقال: شاد الحوش للمسئول عن إصلاح
حوش القلعة ونحوه، وشاذ الخاص للذي كان إليه النطر في استخلاص المال
وما يحتاجه السلطان، وشاد الزردخاناه وهو المسئول عن الات الحرب
بأنواعها، وهو المسئول أمام السلطان عن العاملين في مجال صناعة الاسلحة.
ومنهم شاد الاوقاف، وشاد الزكاة، وغيرهم. انظر "معجم المصطلحات
والالقاب التاريخية ": (ص/265) للخطيب، و"المعجم الكبير": (40/ 2)
و (382،379/ 5) لاحمد تيمور باشاه
(2) ليست في (ظ، ي).
(3) أخرجه البخاري رقم (2261)، ومسلم رقم (1824) من حديث أبي موسى
الأشعري - رضي الله عنه -.