كتاب هل العهد الجديد كلمة الله

يدخل عموي ولا مؤابي في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر " (التثنية 23/ 3).
ولحسن الحظ هذه المرة فإن المسيح ليس داخلاً في هذا الطرد من جماعة الرب، إذ هو الجيل الثاني والثلاثون لها.
وهذه الجدة المؤابية - على كل حال - أفضل من الجدات الثلاث، إذ لم يذكر الكتاب لها زنى، فقد اكتفت بإغراء بوعز، فتزينت ونامت تحت رجليه تنفيذاً لنصيحة حماتها، حيث قالت لها: "فاغتسلي وتدهّني، والبسي ثيابك، وانزلي إلى البيدر .. ومتى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه، وادخلي واكشفي ناحية رجليه، واضطجعي وهو يخبرك بما تعملين ... فنزلت إلى البيدر، وعملت حسب كل ما أمرتها به حماتها" (راعوث 3/ 3 - 6).
وهنا يقف المرء حائراً متسائلاً عن سر الاهتمام بهؤلاء الجدات دون سائر الجدات، ولا أجد من تفسير إلا أن هناك من يرغب في تلطيخ سمعة الأنبياء والنيل منهم والحط من شرفهم بدءاً من نوح وانتهاء بالمسيح، عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه.
وفي محاولة يائسة لتبرير هذه السقطة لمتّى وتلك الإساءة الكبرى منه لشخص المسيح، يقول القمّص تادرس يعقوب ملطي في تفسيره لإنجيل متى: "المسيح وضع على ذاته نسب هذه الطبيعة التي تنجست لكي يطهرها، أي يريد أن يقول: إن من جاء من أجل الخطاة ولد من خاطئات ليمحو خطايا الجميع ".
وأما الأب متى المسكين فيعتبر الجدات الاربع "أربع جواهر انتزعن من وحل الأمم لتزين صدر المسيح كفادي الخطاة ... وصنّف من أسماء الزانيات عقداً من اللؤلؤ لا ينعم بمنظره إلا أصحاب العيون المفتوحة والقلوب الكبيرة". (¬1)
¬_________
(¬1) الإنجيل بحسب القديس متى (دراسة وتفسير وشرح)، الأب متى المسكين، ص (135).

الصفحة 235