كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)
المبحث السادس: مجمل ترتيب الكتاب:
أما ترتيب الكتاب، فكان ابن القيم يكتب بمنهج كتابة البحوث
المعاصرة، فنجده قد مقد لكتابه هذا بمقدمة لطيفة يستشف منها أسباب
اختياره للكتابة فيه، ثم عقد فصلا ذكو فيه اهمية كتابه ومزاياه، واتبع
ذلك بذكر خطة كتابه التي سار عليها، وهي تقع في ستة وعشرين بابا
وخاتمة، ثم نص على تسميته لكتابه.
أما أبواب الكتاب، فكانت على النحو التالي:
خصص الابواب من الاول إلى الثامن عشر للصبر وما يتعلق به من
تعريفه وحقيقته وأسمائه بالاضافة إلى متعلقه، والفرق بين الصبر
والتصبر والاصطبار والمصابرة، وتقسيمه باعتبار محله، وبحسب
اختلاف قوته وضعفه، وباعتبار متعلقه، وباعتبار تعلق الأحكام الخمسة
به، وبيان تفاوت درجاته، وانقسامه إلى محمود ومذموم، والفرق بين
صبر الكرام وصبر اللئام، وفي الاسباب التي تعين عليه، وبيان ا ن
الانسان لا يستغني عن الصبر، وفي بيان أشقه على النفوس، وفيما ورد
فيه من نصوص الكتاب والسنة والاثار، ثم امور تتعلق بالمصيبة من
البكاء والندب وشق الثياب ودعوى الجاهلية ونحوها.
ثم في الابواب من التاسمع عشر إلى الرابع والعشرين أدخل الشكر
واشركه في موضوع الكتاب، فتحدث فيها ان الايمان نصفان صبر
وشكر، وفي تنازع الناس في الافضل منهما، ثم حكم بين الفريقين،
وتكلم عن اختلاف الناس في العني الشاكر والفقير الصابر، ثم ذكر حجة
كل.
15