كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

وخصص الباب الخامس والعشرين لبيان أمور تضاد الصبر وتنافيه
وتقدح فيه، وكأنه أراد إخراج من يقع في شيء من ذلك من الدخول في
خلاف الافضلية بين الفقير الصابر والغني الشاكر، فذكر أموزا قد تخفى
على كثير ممن يدعي الصبر؛ من الشكوى إلى المخلوق والانين والهلع.
ثم في الباب السادس والعشرين -وهو اخر الابواب - أراد بيان
فضيلة عظيمة لكل من الصبر والشكر، ألا وهي دخولهما في صفات
الرب جل جلاله وأنه لو لم يكن للصبر والشكر من الفضيلة إلا ذلك
لكفىه
ثم ختم الكتاب بخاتمة ماتعة، أراد فيها حث الناس وشحذ هممهم
في مسيرهم إلى الله والدار الآخرة.
فمن خلال هذا الكتاب وما حواه من ايات كريمات، وأحاديث
نبوية، واثار سلفية، وتحقيقات مرضية، يستلهم الصابرون والشاكرون
منها اخذ عدتهم وتهيئة أسلحتهم في مسيرهم في هذه الدنيا إلى الله
والدار الاخرة، فكان هذا الكتاب بحق عدة للصابرين وذخيرة
للشاكرين. والله تعالى أعلم0
ومع جودة ترتيب هذا الكتاب، وحسن سياق أبوابه، أسجل
ملاحظتين هما:
الأولى: أن الباب الثامن عشر: وهو "في ذكر امور تتعلق بالمصيبة
من البكاء والندب وشق الثياب ودعوى الجاهلية ونحوها"، والباب
الخامس والعشرين: "في بيان الامور المضادة للصبر والمنافية له
والقادحة فيه" كان يمكن دمجهما في باب واحد لتقارب موضوعهما.
16

الصفحة 16