كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)
وذلك ظاهر لمن تأمل الكتابين.
وسوف أعرض هنا المواطن المتشابهة من الكتابين التي يغلب على
الظن أن ابن القيم استفاد منها، وهي:
* في مقدمة الكتاب، عند بيان ابن القيم لاهمية الكتابة في هذا
الموضوع قال: "فصل: ولما كان الايمان نصفين: نصف صبر ونصف
شكر. . . " إلخ، ثم بنى كلامه على هذه الجملة.
ومن نظر في " احياء علوم الدين " يجد أن ابن القيم قد استعار هذه
العبارة منه في مقدمة الكلام على الصبر والشكر (4/ 52) حيث يقول
الغزالي: "أما بعد، فان الايمان نصفان: نصف صبر ونصف شكر. . . "
إلخ.
بل ان الغزالي هنا أردف أمرا ثانيا لبيان أهمية الكتابة في هذا
الموضوع، فقال بعد الكلام السابق: " وهما (1) أيضا وصفان من أوصاف
الله تعالى واسمان من أسمائه الحسنى؛ اذ سمى نفسه صبورا وشكورا،
فالجهل بحقيقة الصبر والشكر جهل بكلا شطري الايمان، ثم هو غفلة
عن وصفين من أوصاف الرحمن 5 5 5 ".
وهذا الامر أخره المصنف إلى الباب السادس والعشرين، وهو
الباب الاخير فقال: " الباب السادس والعشرون: في بيان دخول الصبر
والشكر في صفات الرب جل جلاله، وتسميته بالصبور والشكور، ولو
لم يكن للصبر والشكر من الفضيلة إلا ذلك لكفى به ".
__________
(1) اي: الصبر والشكر.
29