كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

ير وفي الباب الثاني الذي هو: " في حقيقة الصبر وكلام الناس فيه ".
أقول: قد ذكر ذلك الغزالي في كتابه (4/ 54) في فصل هو: "بيان
حقيقة الصبر ومعناه: اعلم أن الصبر مقام. . . " إلخ.
وقد ختم ابن القيم بابه بأن حقيقة الصبر: "ثبات باعث العقل
والدين في مقابلة باعث الشهوة والطبع " ثم شرحه شرحا مجملا.
وهذا الذي ختم به ابن القيم في بيان حقيقة الصبر، إنما هو ما
استنبطه الغزالي في ذلك الفصل الذي ذكره في كتابه (4/ 54).
ثم أعاد ابن القيم ذكر هذه الحقيقة في الباب الخامس بقوله: ". . .
فلا يمصور في حقهم الصبر الذي حقيقته: ثبات باعث العقل والدين في
مقابلة باعث الشهوة والهوى ".
ثةت وفي الباب الثالث الذي ترجمه ابن القيم 5 11 شي بيان أسماء الصبر
بالإضافة إلى متعلقه ".
قال ابن القيم في مستهفه: "لما كان الصبر المحمود هو: الصبر
النفساني الاختياري عن إجابة داعي الهوى المذموم، كانت مراتبه
بحسب متعلقه. . .".
وقد عقد لذلك الغزالي في كتابه (57/ 4) فصلا فقال: "بيان
الاسامي التي تتجدد للصبر بالاضافة إلى ما عنه الصبر: اعلم أن الصبر
ضربان: أحدهما: ضرب بدني كتحمل المشاق. . . " إلخ.
بل من الملاحظ هنا في كلام ابن القيم في هذا الباب أنه استهله
وكأن القارئ يعرف تقسيمات الصبر التي يريدها ابن القيم فقال: "لما
30

الصفحة 30