كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)
والفقير الصابر.
* والباب الخامس والعشرون: "في بيان الأمور المضادة للصبر
والمنافية له والقادحة فيه ". ونحوه الباب الثامن عشر.
وقد أشار الغزالي إلى جزء كبير من مضمون هذين البابين في الاحياء
(4/ 63) فقال: " فاعلم انه إنما يخرج عن مقام الصابرين بالجزع و. . "
الخ، ثم قال: " ولا يخرجه عن حدّ الصابرين توجع القلب 0 0 0 ".
* اما الباب الاخير، وهو الباب السادس والعشرون فقد سبقت
الاشارة إليه في اول هذا المبحث.
وبعد هذه المقارنة بين كتاب (العدة) وكتاب الصبر والشكر من
(الاحياء) يتبين لنا الارتباط والتشابه بين الكتابين في أصل فكرة
الموضوع وعموم الابواب، اللهم إلا في الباب الاول الذي تكلم فيه ابن
ال! قيم عن معنى الصبر لغة واشتقاق هذه الكلمة، والباب الحادي عشر
الذي تكلم فيه ابن القيم عن الفرق بين صبر الكرام وصبر اللئام.
وبعد هذا العرض نخرج بنتيجة مهمة وهي استفادة ابن القيم من
كتاب الغزالي، حيث جعل من كلامه أساسا لشجرة كبيرة كثيرة الفروع
والاغصان، إذ إنه سقاها من عصارة علمه، وحرثها بسعة فقهه، ونقحها
بصحبح فكرهه
فزاد ابن القيم على ماذكره الغزالي فوائد عديدة، وتفريعات كثيرة،
واستنباطات مهمة، وفوائد ونكات لم يتطرق إليها الغزالي، وأضاف
أمثلة وتوضيحات ليكون لقارئه عدة في طريقه وسيره إلى الله والدار
الاخرة.
35