كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)
فكان هذا الكتاب المهم "عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين " وهو
بحجمه يقارب أربعة أضعاف ما كتبه الغزالي.
ولا تستطل أيها القارىء هذا المبحث فانه من أكثر المباحث فائدة
وجدة، اذ ان أكثر طلاب العلم لا يعلمون هذه الحقيقة.
ونسبة للفضل إلى أهله، فالذي نبهني على استفادة ابن القيم من
كتاب الغزالي هو فضيلة شيخي الدكتور محمد بن حسين الجيزاني،
جزاه الله خيرا وأجزل له المثوبة.
المبحث الثاني عشر: مختصراته والبحوث المستلة منه:
إن الامام ابن القيم لسعة علمه وكثرة اطلاعه وشمول معرفته وكثرة
ما عنده من الفوائد كانت له سمة عامة في مؤلفاته هي الاستطراد والتوسع
وكثرة الادلة والوجوه ونحوها، كما قال في وصفه الحافظ ابن حجر:
" وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف، وهو طويل النفس فيها يتعانى
الإيضاح جهده، فيسهب جذا) " (1).
لذا فان من السهل ان يجد من يريد اختصار كتاب ما من كتبه مسؤغا
له بسبب ذلك. أضف إلى ذلك أهمية كتبه وكثرة فائدتها.
وقد قام عدد من العلماء والافاضل باخ! تصار عدة الصابرين.
* فقام الامام محمد بن إسماعيل الصانعاني (182 1) باختصار هذا
الكتاب وسماه: 1 لسيف الباتر في يمين الصابر الشاكر (2).
(1) الدرر الكامنة (3/ 2 0 4).
*2) انظر: فهرست مخطوطات مكتبة الجامع الكبير - صنعاء (3/ 1352).
36