كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الباب الثالث
في بيان أسماء الصبر بالإضافة إلى متعلقه
لما كان الصبر المحمود (1) هو: الصبر الئفساني الاختياري عن
إجابة داعي الهوى المذموم، كانت مراتبه وأسماوه بحسب متعلقه (2):
فانه إن كان صبرا عن شهوة الفرج المحرمة سمي عفة، وضدها
الفجور والزنى والعهر.
وان كان عن شهوة البطن وعدم التسرع إلى الطعام أو تناول ما لا
خر منه دمي شرف ذنر رثبع ذنر، وسمي نر شرها ودذاءة
ووضاعة نفس.
وان كان عن إظهار ما لا يحسن إظهاره من الكلام سمي كتمان سر،
وضده إذاعة وإفشاء أو تهمة أو فحشا أو سبا او كذبا او قذفا.
(1)
(2)
وان كان عن فضول العيش سمي زهدا، وضده حرصا.
في الأصل: "المذموم"، وهو خطاه والتصويب من النسخ الاخرى.
هذه المراتب والأسماء الاتية التي ذكرها المصنف رحمه الله هنا - والتي سوف
يفصلها فيما بعد - أصلها من كتاب الغزالي "إحياء علوم الدين " (4/ 57).
وقوله: "لما كان الصبر المحمود هو: الصبر النفساني الاختياري. . .!
الخ. فالصبر المحمود يقابله الصبر المذموم، وسياتي ذلك في الباب العاشر.
ثم الصبر النفساني يقابله الصبر البدني، وسياتي ذلك في الباب الخامس.
وكذلك الصبر ألاختياري يقابله الصبر الاضطراري، وسياتي ذلك في الباب
الخامس والباب التاسع، وكذلك في اثناء الباب الثالث عشر.
وبهذا يتضج معنى هذه الجملة والله أعلم.
28