كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

واشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخيرته من برئته، وصفوته من
خليقته، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، أعرف الخلق به
واقومهم بخشيته، وانصحهم لامته، واصبرهم لحكمه، واشكوهم
لنعمه، واقربهم اليه وسيلة، واعلاهم عنده منزلة، واعظمهم عنده
جافا، واوسعهم عنده شفاعة، بعثه إلى الجئة داعيا، وللايمان مناديا،
وفي مرضاته ساعيا، وبالمعروف امرا، وعن المنكر ناهئا، فبفغ رسالاب
ربه، وصا! بأمره، وتحفل في مرضاته ما لم يتحمله بشر سواه، وقام لله
بالصبر والشكر أحق القيام حتى بلغ رضاه، فثبت في مقام الصبر حتى لم
يلحقه أحد من الصابرين، وترقى في درجة الشكر حتى علا فوق جميع
الشاكرين.
فحمده الله وملائكته ورسله وجميع المومنين، ولذلك خصن بلواء
الحمد دون جميع العالمين، فادم تحت لوائه ومن دونه من [2/ ب]
الانبياء والمرسلين، وجعل الحمد فاتحة كتابه الذي أنزله عليه (1) واخر
دعوى أهل ثوابه الذين هداهم على يديه.
وسقى أمته الحمادين (2) قبل أن يخرجهم إلى الوجود، لحمدهم له
على السراء والضراء والشدة والرخاء، وجعلهم أسبق الامم إلى دار
الثواب والجزاء.
فأقرب الخلق إلى لوائه أكثرهم حمدا لله وذكرا، كما أن أعلاهم
__________
(1)
(2)
إلحاق، لذا لم أثبتها في الأصل.
في (م) و (ن) زيادة: "كذلك فيما بلغنا هو في التوراة والانجيل". ونحوه في
(ب).
جاء في ذلك حديث أخرجه الدارمي في سننه برقم (5،8،7).

الصفحة 4