كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

منزلة اعظمهم صبرا وشكرا، فصلى الله وملائكته وانبياؤه ورسله وجميع
المؤمنين عليه كما وحد الله، وعرف به، ودعا إليه، وسلم تسليما كثيرا.
اما بعد: فإن الله سبحانه جعل الصبر جوادا لا يكبو (1)، وصارما لا
ينبو (2)، وجندا غالبا لا يهزم، وحصنا حصينا لا يهدم ولا يثلم، فهو
والنصر اخوان شقيقان (3).
رضيعي لبان ئدي ام تقاسما باسحم (4) داج عوض لانتفرق ()
فالنصر (6) مع الصبر، والفرج مع الكرب، واليسر مع العسر، وهو
أنصر لصاحبه من الرجال، بلا عدة ولا عدد، ومحله من () الظفر كمحل
الرأس من الجسد.
ولقد ضمن الوفي الصادق لاهله في محكم كتابه أنه يوفيهم اجرهم
بغير حساب، وأخبر انه معهم بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين،
فقال: <واصبروأ ان الله مع افيلى! > [الأنفال: 46]؛ فذهب
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
كبا 1 لجواد يكبو كبوة إذا عثر. انظر "لسان العرب " (15/ 213).
نبا 1 لسيف اذا كل ولم يقطع. انظر "لسان العرب دا (15/ 1 30).
في (م) و (ن) زيادة؟ لا يفترقان ه
في الاصل: "باسود". والمثبت من النسخ الاخرى، وهو الموافق للمصادر
الاتية،
البيت للأعشى وهو قي "ديوانه" ص 275. يمدح به المحثق بن جشم الكلابي
وفيه جعل الاعشى] لجود والمحفق كاخوين رضعا لبانا واحدا، من ثدي ا م
واحدة مبالغة في وصفه بالكرم، وذكر انهما تحالفا وتعافدا الا يفترقا أبدا.
انظر: "الحلل في شرح أبيات الجمل " ص 104 وما بعدها.
في الاصل "فالنصرة "، والمثبت من النسخ الاخرى.
"من" ساقطة من الاصل، واثبتها من النسخ الاخرى.

الصفحة 5