كتاب المعجم الجغرافي للإمبراطورية العثمانية

مقدمة المترجم
يتناول الكتاب الذي نحن بصدده، وكما يظهر من عنوانه، الأمبراطورية العثمانية من ناحية جغرافية وتاريخية، ففيه ذكر لبلدان الدولة العثمانية ومواقعها وحدودها وتضاريسها، مع لمحة أحيانا عن التاريخ السياسي أو الديني أو العسكري للبلدة، وذكر أحيانا أخرى لبعض من مرّ عليها من أنبياء وملوك وقواد وفاتحين
نعلم أن التقسيمات الإدارية العثمانية لم تكن ثابتة، إذا كانت حدود الولايات والألوية والأقضية عرضة للتعديلات والتبدلات بشكل دائم. أما اسم المدينة أو القرية، فنادرا ما كان يطرأ عليه التعديل آنذاك. ما يمكن أن يصيب الاسم هو تبدل في رسمه بين العثمانية والعربية أو اليونانية أو غيرها من اللغات، أو تحوير في الحركات الصوتية التي تستدعي إضافة حرف صوتي أو حذفه.
أورد المؤلف أولا أسماء المدن بالعثمانية (أي بالتركية المكتوبة بالأحرف العربية)، ثم أعطى اللفظ الصوتي لها بالحروف اللاتينية. وجعل بين قوسين أحيانا اسم المدينة اليوناني أو الروماني حيث درج المؤلفون الفرنسيون، منذ القرن السابع عشر حتى بداية القرن العشرين، على فرنسة الأسماء باستخدام أسماء قديمة معروفة وواردة في الكتب اليونانية أو اللاتينية، أو باستخدام الأسماء التي كان السكان اليونان يطلقونها على هذه المدن (وهو ما لم يشذ عنه مؤلف كتابنا). وقد سهّل هذا عثوري على بعض مواقع المدن الدارسة التي لا يزال يشار إلى أسماء مواقعها الأثرية التي صارت سياحية اليوم بأسمائها القديمة السابقة للعهد العثماني.
كما كان يورد أحيانا اسم الموقع الدارج بين أهل المنطقة والذي يختلف أحيانا اختلافا جذريا عن تسميته العثمانية، وإن كانت بعض المدن قد استعادت هذا الاسم بعد خروجها من السلطة العثمانية وسقوط أسمائها عنها.
استخدم المؤلف الفرسخ المربع أو الزمن للدلالة على المسافات بين المواقع. وإنما تدخلت في التعليقات لإيضاح ذلك بالتحديد عند الضرورة فقط.
أورد المؤلف تعدادا لسكان بعض المدن، ويفترض أن هذه الأرقام هي عدد السكان عند تأليف المعجم، أي سنة 1870م.

الصفحة 11