كتاب المعجم الجغرافي للإمبراطورية العثمانية

اقتصر عملنا في هذا المعجم على الأمبرطورية العثمانية تحديدا، وعليه لم ندخل في دراستنا المقاطعات الدانوبية، أو بلاد البربر، أو مصر التي وإن كانت لا تزال تعدّ ولاية عثمانية في الجداول الرسمية للباب العالي، فهي تتمتع مع ذلك بتنظيم خاص وبإدارة ذاتية ومستقلة. وعليه، لم نورد من قرى مصر سوى تلك التي حلّت مكان مدن قديمة بائدة.
حيثما وجدت في هذا المعجم مدينة أو بلدة أو حتى قرية تشير إلى موقع مدينة قديمة، نجد اسم تلك المدينة القديم يتبعه أحيانا ملخص تاريخي لها. وقد رجعت لهذا الأمر إلى كبار المصنفين وأفضل الخرائط قديمها وحديثها وقمت بمقابلتها بما لديّ من معلومات كي أتمكن من تحديد موقع المدن القديمة أدق تحديد ممكن.
ليس هذا المعجم، ولا يمكن أن يكون، سوى نتاج عملية جمع طويلة ومضنية للمعلومات إنه عمل احتاج مني صبرا ودأبا. ومن المؤكد أنه لا يزال ينقصه الكثير، وأرجو أن يقوم شخص مؤهل بإتمام هذه المحاولة التي تتميز على صغرها بأنها الأولى من نوعها.
إن ما جعلنا نعتمد الأحرف العثمانية لكتابة المادة هو صعوبة صياغة الكلمات العثمانية أو العربية بالأحرف اللاتينية بأصح طريقة موحدة تجعل من اليسير البحث عنها في المعاجم. ولنأخذ مثالا على ذلك كلمة بناز التي تلفظ بأشكال مختلفة كلها صحيح: بناز، بناز، بيناز، وبوناز، وكلمة كوشك تلفظ: كوشك، كوشيك، غوشك، وكوشك فالأشخاص الذين سيحتاجون البحث عن هذه الأسماء والمئات غيرها التي تدخل ضمن نطاق المشكل نفسه سيحارون في تخمين أي من هذه الألفاظ الخمسة أو الستة قد فضّلناه أو اخترناه في هذا الكتاب. وعليه، سنورد الكلمات مكتوبة بالأحرف العثمانية كما أسلفنا، يتبعها اللفظ الأكثر استخداما بالأحرف اللاتينية. والتهجئة العثمانية هي التهجئة المعتمدة رسميا عند الباب العالي، لكننا حرصنا على الإحالة إلى المداخل الأخرى للمادة كلما احتملت هذه وجود عدة رسوم.

الصفحة 25