كتاب المعجم الجغرافي للإمبراطورية العثمانية

وعرضها ستة فراسخ من الشمال إلى الجنوب. تهيمن على الجزيرة قمتان أساسيتان إحداهما جبل موسيكل، وهو جبل بركاني ذكره الشعراء في العصور القديمة. كانت الجزيرة مخصصة لعبادة الإله فولكان (1). وأطلق عليها قديما اسم أيتالي وهيبسيبيل (2) وهو اسم ابنه الملك ثواس (3)، ملك الجزيرة في غابر الزمان. اشتهرت الجزيرة في العالم القديم بمتاهتها. فيها موانئ جيدة. أول من سكن لمنوس كانت جماعات من البيلاسيج (4)، ثم فتحها سنة 510قبل الميلاد
__________
(1) فولكان إله النار والمعادن عند الرومان، ابن جوبيتر وجونون. كان فولكان يصنع أسلحة الآلهة في فوهات البراكين، وقيل أن مشغله كان تحت جبل إتنا تعاونه فيه السيكلوبات، وكان يزاول صناعته برعاية أثينا وهيرا. وكان المحاربون يقدمون له الأسلحة التي يغنموها من أعدائهم. كان يدمج مع نظيره اليوناني هيبايستوس ابن زوس وهيرا. ومن هنا جاءت كلمة بركان باللغات الأوربية، أي: جبل النار.
(2) هيبسيبيل، وباليونانية: هوبسيبول هي ابنة ثاوس ملك جزيرة ليمنوس. وكانت نساء هذه الجزيرة قد نبذن عبادة أفروديت، فعاقبتهن الإلهة بأن جعلت رائحتهن كريهة، فانصرف عنهن أزواجهن مفضلين معاشرة السبايا والأجنبيات. فتآمرن وقررن ذبح رجالهن. لكن هيبسيبيل أنقذت والدها خفية. ثم أصبحت ملكة على الجزيرة.
وحين مرّ بها الأرغيون وقعت في حب البطل جازون وأنجبت منه ولدين. ولما اكتشفت نساء الجزيرة بقاء أبيها في قيد الحياة هربت هيبيسيبيل. أسرها القراصنة وبيعت إلى ليكورغوس ملك نيميه الذي جعلها مرضعة لابنه وحارسة له. وقد غفلت عن الطفل برهة لتدل القادة السبعة المتجهين إلى طيبة على طريقهم. ولما عادت إليه وجدته وقد خنقته الأفعى. أراد ليكورغوس وزوجته قتلها لإهمالها، لكن القادة السبعة شفعوا لها، فأطلق سراحها وعادت إلى جزيرتها ليمنوس سالمة.
(3) ثوواس هو ابن ديونيزوس وآريان. ملك ليمنوس. كان الرجل الوحيد الذي نجا من بين رجال ليمنوس الذين قتلتهم نساؤهم لمّا أهملوهن إثر لعنة أفروديت. وقد أنقذته ابنته والتجأ إلى قبرص. وفي رواية أخرى أنه مضى إلى توريد في شبه جزيرة القرم حيث تختلط أسطورته بأسطورة ملكها الذي عملت إيفيحينيا بنت أغاممنون كاهنة في بلاده للإلهة آرتيميس.
(4) انظر مادة: سمندرك.

الصفحة 447