كتاب المعجم الجغرافي للإمبراطورية العثمانية

روابط مع هرقل ابن زوس أيضا. كان ذا طابع حاد جدا، سريع الغضب، محبا للولائم والأعياد، متطير، ذا إرادة حديدية، وذا قلب طيب.
تتملذ على يد الفيلسوف أرسطو الذي علمه ضمن أشياء كثيرة السيطرة على النفس وقوة الإرادة والحكمة. من هنا جاءت عبقرية الإسكندر وقوته فهو بربري ويوناني، خيالي وواقعي، كان ينساق وراء خياله وفي الوقت نفسه يلجمه بالعقل. خلف أباه فيليب الثاني الذي اغتيل وعمره عشرون سنة (حوالي سنة 336ق. م). وحّد في شخصه أمبراطورية ضمت كلا من مقدونية واليونان ومصر وفينيقية وسورية وفلسطين والعراق وفارس وأفغانستان والهند.
خاض معارك عديدة ضد داريوس الثالث ملك فارس. دخل مصر دخول المحرر، وأعطي لقب الملك الفرعون. ذهب إلى واحة سيوه عبر الصحراء المصرية ليطلب من الإله أمون الذي يقابله زوس عند اليونان، مباركته لسلطانه.
أسس في 20كانون ثاني سنة 331ق. م أول مستوطنة يونانية تحمل اسمه: الإسكندرية على الساحل المصري. عبر في صيف 331نهر الفرات ثم دجلة وأخذ بابل، واحدة من عواصم الأمبراطورية الأخمينية، لكن داريوس هرب مجددا. بعد أن دانت له العراق، لحق بداريوس إلى إيران حيث قتل هذا الأخير على يد أعوانه، فأقسم الإسكندر الذي أصبح سيد آسية بلا منازع على الثأر له ولدمه الملوكي. وهو ما لم يرق لجنوده المنهكين والمتشوقين للعودة إلى بلادهم. لكن الإسكندر أقنع قواته بضرورة مواصلة القتال والتقدم. وهكذا بقي ثلاث سنوات أخرى في أرض معادية شرسة (إيران) واستمر في فتوحاته وإنشاء المدن اليونانية (من المحتمل أن يكون بنى سبعين مدينة منها خمس وعشرين تحمل اسم الإسكندر) حتى وصل مرقندا (سمرقند).
اتبع سياسة الدمج في البلاد المفتوحة، فتزوج فتاة إيرانية وفق الطقوس الإيرانية وأدخل عناصر شرقية في الجيش. مرة أخرى هذا لم يعجب جنوده الذين رفضوا سياسته الجديدة، وحيكت المؤامرات. سنة 1327انفجرت أعنف معارضة عند ما أمر الإسكندر أن يسجد له كل من يمثل أمامه وكان رمز هذه المعارضة اليونانية المقدونية لسياسة الملك المؤرخ كاليستين ابن أخ أرسطو، فقتله الإسكندر وأسكت المقاومة.
من سنة 327حتى 325ق. م. قاد حملته على الهند بجيش قوامه 120000جندي، وهناك سمع للمرة الأولى عن بلاد الغانج، فقرر المضي قدما لكنه اضطر للتراجع عن فكرته أمام معارضة جنوده الذين أنهكتهم الحروب لأي تقدم آخر. عندها أمر الإسكندر ببناء 12مذبحا لآلهة الأولمب حول عامود كتب عليه: «هنا توقف الإسكندر» وعاد إلى بابل التي اختارها عاصمة لأمبراطوريته. وهناك تزوج ساتيرا ابنة عدوه السابق داريوس وأمر رفاقه ورجاله باتخاذ
أنتيغونس (1)، وعرفت أولا باسم آنتيغونيا. عمل ليسيماخس (2) على توسعتها، وأعطاها اسم نيقيا تيمنا باسم زوجته. عقد فيها مجمعان مسكونيان، سنة 325م و 787م. فتحها سليمان (3) سنة 1076م. استولى عليها الصليبيون سنة 1097م، ثم خضعت إزنيق لحكم ثيودور لاسكاريس الأول (4)، لتدخل تحت حكم الأتراك مجددا وإلى الأبد سنة 1333م (5).

الصفحة 55