كتاب الفاخر

الذي هشمَ الثريدَ لقومهِ ... ورجالُ مكةَ مسنتُون عجافُ؟
قال: لا. قال: أفمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء، الذي كان وجهه قمراً يضيء ليل الظلام الداجي؟ قال: لا. قال: أفمن المفضين بالناس أنت؟ قال: لا. قال: أفمن أهل الحجابة أنت؟ قال: لا. قال: أفمن أهل السقاية أنت؟ قال: لا. قال: فاجتذب أبو بكر زمام ناقته فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال دغفلٌ:

صادفَ درءُ السيلِ دراءَ يدفعُهْ ... بهيضُه طوراً وطوراً يصدعُهْ
أما والله لو ثبت لأخبرتك أنك من زمعات قريش أو ما أنا بدغفل. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال علي: فقلت لأبي بكر: لقد وقعت من الأعرابي على باقعةٍ قال: أجل. إن لكل طامةٍ طامة، وإن البلاء موَكلٌ بالمنطق.
قال ثم دفعنا إلى مجلس آخر عله السكينة والوقار. فتقدم أبو بكر فسلم فردوا عليه السلام. قال: ممن القوم؟ قالوا: من شيبان بن ثعلبة. فالتفت أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي أنت وأمي ليس بعد هؤلاء عز في قومهم. وكان في القوم

الصفحة 237