كتاب هل افتدانا المسيح على الصليب

الرب، خالقك يا يعقوب، وجابلك يا إسرائيل ... وإذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك، لأني أنا الرب إلهك، قدوس إسرائيل، مخلصك، جعلت مصر فديتك " (إشعيا 43/ 1 - 3)، وفي سفر ميخا: " إني أجمع جميعك يا يعقوب" (ميخا 2/ 12)، ومثله في مواضع كثيرة، منها (إشعيا 41/ 8) و (ميخا 1/ 5)، والمقصود من ذلك كله شعب إسرائيل.
وفي إشعيا 52 و 53 يتنبأ النبي عن غربة بني إسرائيل ويصف ذلتهم، ثم يتحدث عن عودة أبنائهم من أرض السبي "نبت قدامَه كفرخ، وكعرق في أرض يابسة " فقد عادوا للأرض المقدسة، ونبتوا فيها، من جديد، كما في سفر النبي إرمياء "وأجعل عيني عليهم للخير، وأرجعهم إلى هذه الأرض، وأبنيهم ولا أهدمهم، وأغرسهم، ولا أقلعهم" (إرمياء 24/ 6)، وقوله: "وأفرح بهم لأحسن إليهم، وأغرسهم في هذه الأرض بالأمانة بكل قلبي وبكل نفسي" (إرمياء 32/ 41). (وانظر إرمياء 31/ 27 - 28).
وقد تغيرت صورتهم بسبب الذل فكان الشعب " محتقر مخذول .. الرب وضع عليه إثم جميعنا " ويفسره قول إرميا وقد شاهد الأسر البابلي: " آباؤنا أخطؤوا، وليسوا بموجودين، ونحن نحمل آثامهم، عبيد حكموا علينا، ليس من يخلص من أيديهم، جلودنا اسودت من جري نيران الجوع " (المراثي 5/ 7 - 10).
وقوله: " ظلِم أما هو فتذلل " كقول سفر إشعيا عن اضطهاد بني إسرائيل على يد الآشوريين: "نزل شعبي أولاً ليتغرب هناك، ثم ظلمه آشور بلا سبب " (إشعيا 52/ 4)، وكقوله: "إن بني إسرائيل وبني يهوذا معاً مظلومون " (إرميا 50/ 33).
وأما قوله: " كشاة تساق إلى الذبح .... " فهو حديث ذبح ملك بابل لبني إسرائيل، وقد ساقهم كما تساق الشياه إلى الذبح، كما في قوله: " أنزلهم كخراف للذبح، وككباش مع أعتدة " (إرميا 51/ 40) فمات أكثرهم جوعاً، ونحوه قوله عنهم: "وأنا

الصفحة 96