كتاب إلى الإسلام من جديد

هذه الحفنة البشرية التي آمنت به، القوة التي تضارع قوة الامبراطوريتين بل تفوقها حتى تهزمها وتدحرها؟ والى متى كان يجب عليه أن ينتظر؟ وماذا كان مصير العالم ومصير الانسانية لو اتجه هذا الاتجاه وفكر هذا التفكير؟
لقد شقيت الانسانية اذن شقاء طويلا، وتأخر أو توقف طلوع الصبح الصادق، ولكان للانسانية تاريخ غير هذا التاريخ.
ولكنه صلى الله عليه وسلم نبي يؤمر فيعمل، ويتلقى التوجيه والارشاد من السماء فينفذ، ولكنه مؤمن يؤمن بقوة الله ويؤمن بنصره، ويؤمن بأن الضعيف مع نصره قوي، والقوي يخذل لأنه ضعيف، ويؤمن بقول الله تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده، وعلى الله فليتوكل المؤمنون} [آل عمران: 160] ويؤمن بقوله: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين} [البقرة: 149] ويؤمن بأن الله قد تكفل بنصر من ينصر دينه، وينهض لاعلاء كلمته، فقال: {يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت

الصفحة 102