كتاب إلى الإسلام من جديد

حضارة شرقية بثها وحزنها، ومما يشترك فيه المسلمون وغيرهم من الشرقيين.
ثم إن هذه الأمم قد أصبحت تتحكم في أموال الناس ونفوسهم وأرزاقهم، وأصبحت تملك السلم والحرب، وأصبح العالم في حضانتها كولد يتيم أو شاب سفيه لا يملك من أمره شيئا، فتارة تسوقه الى ساحة القتال، وطورا تملي عليه الصلح، وليس له في صلح أو حرب يد مرفوعة أو كلمة مسموعة.
ماذا عسى أن يكون أثر هذه الهزيمة والرزية العامة في نفوس المسلمين وفي نفوس بني آدم عامة؟
أما الناس عامة فلكل انسان أن يجيب عنه، وسيجيبون عنه، أما المسلمون وهم أولى بأن يوجه هذا السؤال اليهم لأن منهم انتقل هذا الملك الواسع والأمر والنهي الى الأوربيين، ولأن دينهم يقتضي أن يكون ظاهرا على كل دين، وأن يكونوا هم الأسوة وحدهم للعالم، فسيقول كل مسلم لم يمت قلبه: ان من الطبيعي أن تنطوي صدور المسلمين على احن وأحقاد للجاهلية، وأن ينظروا الى كل من يمثلها في كل مكان كعدو غاصب، وغريم منافس، وأن طبيعة رسالتهم ودعوتهم في العالم تقتضي بداهة أن تعزل الأمم الجاهلية من قيادة العالم، والتأثير في عقول الناس وتوجيه

الصفحة 133