كتاب إلى الإسلام من جديد

القيامة} [الأعراف: 32].
وقال: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} [الجمعة: 10].
ولكن الله لم يبعثهم لذلك أمة، ولم يرضه لهم غاية ومهمة، بل خلقهم للسعي للآخرة، وخلق أسباب الحياة لهم، "إن الدنيا خلقت لكم، وإنكم خلقتم للآخرة" وجعل الحياة وأسبابها خاضعة لمهمتهم التي بعثوا لأجلها، فإذا زاحمتهم في سبيل مهمتهم أو غلبتهم عليها، رفضوها وإذا تلكأ المسلمون في ذلك عاتبهم الله عتابا شديدا وقال:
{قل إن كان آباؤكم، وأبناؤكم، وإخوانكم، وأزواجكم، وعشيرتكم، وأموال اقترفتموها، وتجارة تخشون كسادها، ومساكن ترضونها، أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، والله لا يهدي القوم الفاسقين} [التوبة: 24].
أراد الأنصار رضي الله عنهم أن يتفرغوا لإصلاح أموالهم، لأيام، اكتفاء بأنصار الإسلام، فعاتبهم الله على ذلك وأنزل: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} [البقرة: 195].
... قال سيدنا أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه: "إنما نزلت فينا معشر الأنصار، إنا لما أعز الله دينه وكثر ناصروه قلنا في ما بيننا: لو أقبلنا على أموالنا فأصلحناها، فأنزل هذه الآية (¬1) ".
¬_________
(¬1) رواه أبو داود في سننه.

الصفحة 17