كتاب إلى الإسلام من جديد

والنظم والعقليات وتؤاخي كل من يدين بها، فأفرادها أمة واحدة وأسرة واحدة ومعسكر واحد.
وما هي هذه الديانة - وان أبى أصحابها أن يسموها ديانة -؟ أانكار لفاطر الكون العليم الخبير الذي قدر فهدى، وانكار للمعاد وحشر الاجساد ووجود الجنة والنار والثواب والعقاب، وانكار النبوءات والرسالات وانكار الشرائع السماوية والحدود الشرعية، وانكار أن الرسول الأعظم هو الذي فرض الله طاعته على جميع الخلق وحصر الهداية والسعادة في اتباعه، وان الاسلام هو الرسالة الأخيرة الخالدة المتكفلة لجميع السعادات الدنيوية والاخروية ونظام الحياة الأمثل الأفضل، وهو الدين الذي لا يقبل الله غيره ولا يسعد العالم سواه، وانكار أن الدنيا خلقت للانسان وأن الانسان خُلق لله.
هذه ديانة الطبقة المثقفة التي تملك زمام الحياة في أكثر البلدان الاسلامية، وان لم تكن كلها طبقة واحدة في الايمان بها والتحمس لها، وفيها ولا شك مؤمنون بالله متدينون بالاسلام، ولكن سمة هذه الطبقة التي تغلب عليها مع الاسف وديانة أكثر أفرادها ورؤسائها هي الديانة المادية وفلسفة الحياة الغربية التي قامت على الالحاد.
انها ردة، أعود فأقول: اكتسحت العالم من أقصاه

الصفحة 175