كتاب إلى الإسلام من جديد

الكثيفة ذلك؟ لأنه كان مؤمنا بالله واثقا بنصره. ولأنه كان يعلم أنه على الحقيقة، وإن مقابله صورة فحسب، وان الروم صورة فارغة عن الحقيقة، وكان يعتقد أن الصورة مهما كثرت، لا تقدر أن تقاوم حقيقة الاسلام.
لا شك أننا نتلفظ بكلمة الشهادة والتوحيد، ومنا من يعرف ما يقول، ولكن الصورة شيء والحقيقة شيء آخر، أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين الصادقين كانوا على حقيقة هذه الشهادة، فإذا قالوا لا إله الا الله اعتقدوا أنه لا إله غيره، ولا رب غيره، ولا رازق غيره، ولا نافع ولا ضار الا هو، له الملك والحكم، والخلق والأمر، وبيده ملكوت كل شيء، يجير ولا يجار عليه، وأخلصوا له الحب، والخوف، والسؤال والرجاء، والعبادة، والدعاء، وأصبحوا عبادا حنفاء، شجعانا أقوياء، لا يهابون العدو، ولا يخافون الموت، ولا يبالون بلومة لائم.
نرجع الى أنفسنا، ونفكر هل هذه هي الحقيقة متغلغلة في أحشائنا، ومتسربة في عروقنا وشراييننا، وهل غرس حياتنا يسقى بهذا الماء؟ معذرة وعفوا أيها السادة، إنا نخاف أن لا يكون الأمر كذلك، وأن نصيب الصورة في حياتنا أكثر من نصيب الحقيقة، وذلك موضع الضعف في حياتنا، وسر شقائنا ومصائبنا، اننا جميعا

الصفحة 84