كتاب إلى الإسلام من جديد

الناس أنه هزيمة الاسلام وخذلانه، وبذلك هان الاسلام في عيون الناس وزالت مهابته عن القلوب، ولا يدري الناس أن حقيقة الاسلام لم تتقدم الى ساحة الحرب منذ زمن طويل، ولم تنازل أمم العالم، وان الذي يبرز في الميدان هو صورة الاسلام لا حقيقته، وخليق بالصورة أن تنهزم، وتضمحل أمام الواقع والأمر الجد.
هاجمت بعض الدول الاوربية في الحرب الأولى تركيا الاسلامية، تركيا التي أرعبت أوربا كلها، وهزمت دولها مرة بعد مرة، وكانت تركيا في هذه المرة حاملة لصورة شاحبة للاسلام، وقد فقدت شيئا من حقيقة الايمان، ففشلت في المقاومة وفقدت كثيرا من ممتلكاتها.
واجتمع سبع دول عربية لمحاربة الصهيونية في فلسطين، وكانت هذه الدول العربية عليلة الروح، وقد أطفأت المادية الأوربية جمرة القلوب وشعلة الجهاد في سبيل الله، وحببت اليها الحياة واللذات، ثم إنها تتخلف تخلفا كبيرا في المعدات الحربية والتنظيمات العصرية، فكانت الحرب بين العرب المسلمين واليهود الصهيونيين صراعا بين صورة الاسلام وحقيقة القوة والتنظيم والحماسة، فكانت نتيجة هذه الحرب نتيجة كل صراع بين الصورة والقوة.

الصفحة 87