كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أو مع قول مخبر به مستغنى عنه بمقوله كقوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ (¬1) أي فيقال لهم: أكفرتم؟ والمجوز لدخول الفاء على الخبر كون المبتدأ واقعا موقع من الشرطية أو ما أختها (¬2) صاول ذلك
أل الموصولة بما يقصد به الاستقبال والعموم كقوله تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما (¬3).
فلو قصد به مضي أو عهد فارق أل شبه من وما، فلم يؤت بالفاء.
ومثال غير أل موصولا بظرف قول الشاعر:
657 - ما لدى الحازم اللّبيب معارا ... فمصون وماله قد يضيع (¬4)
ومثال الموصول بشبه الظرف قوله تعالى: وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ (¬5).
ومثال الموصول بفعل صالح للشرطية قوله تعالى: وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما -
¬__________
- في ذكر روابط جملة الخبر بالمبتدأ.
وأما شاهده هنا: فهو سقوط الفاء من خبر المبتدأ الواقع جوابا لأمّا ضرورة.
والبيت في: شرح التسهيل (1/ 328). وفي معجم الشواهد (ص 56).
(¬1) سورةآل عمران: 106.
(¬2) أما حكم هذه الفاء من الزيادة وعدمها فقال المرادي الحسن بن قاسم:
«أصول أقسام الفاء ثلاثة: عاطفة وجوابيّة وزائدة».
ثم شرح الأولى والثانية وقال: «وأما الفاء الزائدة فهي الفاء الداخلة على خبر المبتدأ إذا تضمن معنى الشرط نحو: الّذي يأتيني فله درهم؛ فهذه الفاء شبيهة بفاء جواب الشرط؛ لأنها دخلت لتفيد التنصيص على أن الخبر مستحق بالصلة المذكور، ولو حذفت لاحتمل كون الخبر مستحقّا بغيرها:
فإن قلت: كيف تجعلها زائدة وهي تفيد هذا المعنى؟
قلت: إنّما جعلتها زائدة؛ لأن الخبر مستغن عن رابط يربطه بالمبتدأ، ولكن المبتدأ لمّا شابهه اسم الشّرط دخلت الفاء في خبره تشبيها له بالجواب، وإفادتها هذا المعنى لا تمنع تسميتها زائدة، وبالجملة فهذه الفاء شبيهة بفاء جواب الشّرط».
(الجني الداني في حروف المعاني: ص 70 - 171).
(¬3) سورة المائدة: 38.
(¬4) البيت من بحر الخفيف، وهو من الحكم والأمثال، ومعناه أن ما يودع عند الأمين اللبيب محفوظ ومصون، ولكن ماله الخاص قد يضيع في كرم أو غيره، وهو مجهول القائل.
الشاهد في البيت قوله: ما لدى الحازم .. فمصون؛ حيث اقترن خبر المبتدأ الواقع اسما موصولا غير أل وصلته ظرف بالفاء جوازا لشبه الموصول بالشرط.
والبيت في: شرح التسهيل (1/ 329).
(¬5) سورة النحل: 53، وبقيتها قوله: ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ.

الصفحة 1038